لم تقم بتسجيل الدخول سجل دخولك أو انضم إلينا
حلف الناتو بين الهيمنة وغياب الامن الجماعي دراسة في ضؤ ثورات الربيع العربي

حلف الناتو بين الهيمنة وغياب الامن الجماعي دراسة في ضؤ ثورات الربيع العربي (2016)
النسخة الورقية متاحة
التصنيف قانون دولي

عدد الصحفات: 272
الأبعاد: 24 × 17
وزن الورق: 70
وزن الكتاب: (غير متوفر)
الغلاف: (غير متوفر)
الترقيم الدولي: 978979687
دار النشر: دار النهضة العربية
متوفر

للاطلاع علي الفهرس من الرابط 

http://bit.ly/2zdV5oJ

 

ويتناول هذا الكتاب مواقف حلف الناتو- ممثلا لتوجهات الغرب – الامريكى- المتباينة تباينا صارخا إزاء ثورات الربيع العربى، حينما تدخل تدخلا سافرا فى بعضها وأحجم عن التدخل فى البعض الاخر، وفق تباين مصالحه وتوجهاته الاستراتيجية، الامر الذى دفعنا الى بحث تلك السياسات واثارها فى ضؤ عقيدة حلف الناتو وتطورها، خاصة بعد انهيار حلف وارسو، وظهور ماسمى بالعدو الاخضر رمزا للخطر الاسلامى على أمن ذلك الحلف وأعضائه .

ولقد اظهرت الدراسة ذلك الدور التوسعى لحلف الناتو باتجاه دول شرق أوروبا ، خاصة تلك التى انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره ، عن طريق ضم تلك الدول الى عضويته ، ثم الاتجاه جنوبا باتجاه العالم العربى لمحاصرته والهيمنة على مقدراته الاقتصادية ، خاصة منطقة الخليج التى تزخر بثرواتها البترولية ، والعمل على تامين إسرائيل بالتعاون مع كافة الأنظمة التى ترى في إسرائيل حليفا استراتيجيا ومعبرا لبوابة الرضا الامريكى ، ثم الاتجاه غربا نحو دول شمال إفريقيا لتامين الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط من وصول الإسلاميين إلى السلطة فى تلك الدول ، وكذلك العمل على الحد من موجات الهجرة غير الرسمية الى دول أوروبا.

ولقد وجد الناتو ضالته فى ذريعة " الحرب على الإرهاب" لإضفاء المشروعية على التدخل الغربي – الامريكى العسكري ، باستخدام قوات الحلف عسكريا فى شؤون الدول الإسلامية أو العربية ، تحقيقا لاستراجية التوسع و الهيمنة ، خاصة بعدما استطاع ذلك الحلف تطوير استراتيجيتة في فترة ما بعد الحرب الباردة - وذلك مع تطور مصادر التهديدات وطبيعتها - ابتداء بالدفاع الجماعي، ومرورا بالأمن الجماعي، وانتهاءا بالتدخل في الأزمات، فلا توجد إستراتيجية عربية للتعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة، بما يعني ترسيخ آلية التدخل الدولي كحل لتلك الأزمات.

فإذا أضيف الى ماتقدم تنامى العلاقات بين حلف الناتو والكيان الصهيوني، وخطط الناتو لإصلاح المؤسسات الدفاعية في الدول العربية (حالة العراق نموذجاً) ضمن ما يعرف بـ "الأمن الناعم" ، فإننا إزاء معادلة أمنية جديدة آخذة في التشكل، طرفها الرئيسي هو حلف الناتو، إلي جانب أطراف إقليمية أخري قد لا تتوافق مصالحها بالضرورة مع المصالح العربية.

ولا يخفى أن ولوج منظمة عسكرية بحجم ووزن الناتو إلي المنطقة العربية – كما حدث فى الأزمة الليبية - يعد تطوراً مهماً بالنسبة للأمن القومي العربي علي أكثر من صعيد،كما إن منح الحلف لنفسه حق القيام بـ "المهام الأمنية" في مناطق مختلفة من العالم، وهو مصطلح فضفاض قدم بموجبه دعما للولايات المتحدة في غزوها للعراق ثم التدخل في ليبيا، يعني فقدان الجامعة العربية - وهي الكيان المؤسسي الذي يجسد هوية الأمن القومي العربي- زمام المبادرة بشأن الأزمات العربية لصالح الناتو، ومنها تلك الأزمات التي ترتبط بالموارد المائية في دول حوض النيل، إذ ورد في المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف الصادر في عام 2010، أن "قضايا ندرة المياه والتغير المناخي وازدياد حجم الطلب علي موارد الطاقة تشكل محاور أخري للبيئة الأمنية التي سوف يضعها الحلف في بؤرة اهتمامه، خلال المرحلة القادمة، لتأثيرها في خطط الحلف وعملياته".

ولقد اتضح لنا مدى تطور علاقة الناتو بالكيان الصهيوني ، الأمر الذي يمثل تحدياً جديداً للدول العربية، وبخاصة في ظل استمرارية انحياز الولايات المتحدة الأمريكية – زعيمة حلف الناتو- للكيان الصهيوني، الأمر الذى يجعل منطقة الشرق الأوسط بوجه عام ، والدول العربية على وجه الخصوص ، بيئة ملائمة لعمل حلف الناتو ، وترتيبا على ذلك فان تدخل الناتو في الأزمة الليبية ربما لن يكون الأخير من نوعه في المنطقة العربية والإسلامية.

ولا نجد ما نختم به حديثنا عن هذا البحث سوى كلام رب العالمين وهو اصدق القائلين ، فى قوله تعالى :-

"وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ"